حاليا تواجه فيس بوك دعوى قضائية جديدة ولكن هذه المرة من خلال وكالة الإيرادات الداخلية الأميركية، أو بمعنى اخر مصلحة الضرائب الأميركية وذلك لتهربها من دفع ضرائب وصلت قيمتها إلى 9 مليار دولار.
ويعود جوهر القضية إلى صفقة تعود إلى عام 2010 ما بين المقر الرئيسي لشركة فيس بوك و فرعها في إيرلندا تقوم بموجبها بنقل وتحويل الأموال حول العالم للتهرب من دفع الضرائب المرتفعة في الولايات المتحدة.
تقول مصلحة الضرائب الأميركية أن فيس بوك قيّمت حقوق الملكية الفكرية لديها بأقل من قيمتها الحقيقية وباعتها إلى فرعها في إيرلندا، بالتالي تخلصت من مليارات الدولارات كضرائب واجبة الدفع.
وسيشهد عدد من مدراء فيس بوك لدى المحكمة وتتوقع فيس بوك أن تستمر القضية لمدة شهر تقريباً. وفي النتيجة قد تدفع كامل مبلغ الضريبة بالإضافة للفوائد والغرامات.
هذا الأسلوب من التهرب الضريبي يعتبر شائعاً لدى الشركات التقنية الأميركية حيث تبقي أموالها في إيرلندا بسبب انخفاض معدلات ضرائب الشركات فيها. وهو ما فعلته من قبل آبل و جوجل.
وفي بعض الأحيان تنشئ الشركات فروعاً لها في إيرلندا وتمرر عملياتها ومبيعاتها من خلالها، أو ترخص لها استخدام تقنياتها وعلاماتها التجارية وغيرها من الأصول.
ترى مصلحة الضرائب الأميركية أن فيس بوك خفضت من تقييم أصولها ما بين عامي 2010 و 2016 وهو ما خفض الضرائب التي دفعتها في البلاد.
من جهتها فيس بوك ترى أنها في عام 2010 لم تكن تحقق أية أرباح من منصة الموبايل، وكانت عملياتها الدولية في بداياتها، ولم تكن الإعلانات على منصتها قد تطورت بالكامل بعد.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد فرض على شركة آبل دفع 15.4 مليار دولار عن ضرائب سابقة تم التهرب منها بطريقة إيرلندا. أيضاَ فرضت على شركة جوجل دفع مليار دولار بعد التحقيقات الفرنسية في ممارسات التهرب الضريبي، وأعلنت الشركة أنها ستتوقف عن استغلال إيرلندا للتهرب من الضرائب.
علما بأن الفيس بوك شركة أمريكية مقرها مينلوبارك في ولاية كاليفورنيا تقدم للمستخدمين خدمات التواصل الاجتماعي عبر شبكة الإنترنت، تأسست لأول مرة سنة 2004 من قبل طلاب جامعة هارفرد وهم مارك زوكربيرج، وإدواردو سافيريم، وداستن موسكوفيتز، ويعد موقع الفيس بوك أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم، حيث بلغ عدد المستخدمين سنة 2012 أكثر من مليار مستخدم.
وجاء تأسيس الفيس بوك عندما قام زوكربيرج وهو في سنته الجامعية الثانية بكتابة برنامج لموقع ويب يعرف باسم “facemash”، واستخدم حينها مهاراته في علم الحاسوب من خلال اختراق شبكة أمان جامعة هافرد، حيث قام بنسخ صور هوية الطلاب واستخدامها لملء موقعه الجديد، وكان الموقع في بدايته للتسلية حيث كان يتم مقارنة صور الطلاب مع بعضها البعض لإيجاد التشابه، وفي الثامن والعشرين من شهر كانون أول سنة 2003 ثم افتتاح موقع “facemash” ولكنه أغلق بعد بضعة أيام من قبل الجامعة، واتهم زوكربيرج بانتهاك الأمن وحقوق الطبع والنشر وانتهاك الخصوصية الفردية للطلاب وواجه الطرد من الجامعة، إلا أن جميع التهم قد اسقطت في نهاية المطاف..
وفي الرابع من شهر شباط سنة 2004 قام زوكربيرج بإطلاق موقعه الإلكتروني باسم جديد وهو الفيس بوك، وكان الموقع حينها مقتصراً على طلاب جامعة هارفرد، ومع الوقت تم تنمية الموقع بمساعدة أصدقاء زوكربيرج وتوسيعه على جامعات وكليات أخرى.