إلى اي قدر تقدر تحكم على ذكرياتك؟ بالقدر الكافي لتضع فرصة تلك الصورة الرائعة على إنستجرام؟
اكتشفت الأبحاث التي أجرتها طالبة الدكتوراه “جوليا سواريس ” في جامعة كاليفورنيا ، أدلّةً دامغةً على أنّ تصوير صورة فوتوغرافية يُضعِفُ ذكريات الناس عن الحدث.
وقالت سواريس: «يعتقد الناس أنّ التقاط صورة سيساعدهم على تذكّر شيء أفضل، لكنّه في الواقع على العكس تمامًا».
وفي مجموعةٍ من التجارب، دعت جوليا الناس إلى مختبرها للقيام بجولةٍ افتراضيّةٍ في متحفٍ حيث نظروا إلى لوحاتٍ على شاشات الكمبيوتر، مع علمهم بأنّهم سيُختبرون فيما سيرونه.
وقارنت كيف أنّ المشاركين تذكّروا اللوحات باتباع ثلاثة سيناريوهات: عندما نظروا فقط في الصور، عندما نظروا والتقطوا الصور باستخدام كاميرا الهاتف العادية؛ وعندما التقطوا الصور باستخدام سناب شات.
سجّل المتسابقون الذين أخذوا صورًا نتائج أسوأ باستمرار، بنسبةٍ تصل إلى 20%، في اختبارات الاختيار من متعدّد حول ما رأوه.
ظنّت سواريس أنّ النتيجة يمكن أن تكون بسبب الظاهرة المعروفة باسم «التحميل المعرفي»؛ أيّ أنّك لا تتذكُّر الأشياء لأنّك تعرف أنّ الكاميرا موجودة لتتذكرها لك.
حتّى الأشخاص الذين التقطوا صورًا باستخدام سناب شات (الصور التي تبقى موجودة لمدة 10 ثوان فقط) تذكّروا بشكل أقل.
الناس الذين طُلب منهم التقاط صورة ثمّ حذفها، أيضًا كانت نتائجهم أسوأ.
وقالت سواريس: «كلما استخدموا كاميرا، كانوا أقلّ احتمالًا للتذكّر، وكذلك عندما شاهدوا فقط».
إذن، ماذا وراء ذلك؟
لدى سواريس بعض الأفكار، أنه من خلال الخروج من اللحظة لالتقاط صورة، يصبح الناس أقل تركيزًا على ما هو أمامهم، وهي ظاهرة وصفتها باسم «الانفصال المقصود».
قد يؤدّي التقاط الصور أيضًا إلى إحساسٍ زائفٍ بأنّنا نعرف الموضوع بشكلٍ أفضل ممّا نعرفه فعلًا، وهو ما تسميه «الوهم وراء المعرفي»، ما يجعلنا أقل احتمالًا لاستخدام الاستراتيجيات العقليّة التي تساعدنا على التذكّر.
وقالت سواريس: «ومن المفارقات أنّ يكاد معظم المصوّرين كانوا متأكّدين من أنّ التقاط الصور قد أدّى إلى تحسين تذكّرهم او مظهرهم».
لقد جعلتها نتائجها تفكّر مرتين قبل أن تقوم بالتقاط الصور.
وأضافت: «أنا لا أقول إنّه يفرض على الناس ألّا يلتقطوا صورًا لهم، لكنهم قد يرغبون في أن يكونوا متنبّهين لاتخاذ قرارٍ بشأن متى يفعلون ذلك».