تبين أن الروبوتات البرمجية تمثل الآن ما يقرب من نصف إجمالي حركة البيانات، ومما يمثل إنجازاً كبيراً في عام ٢٠٢٣. ويمثل هذاعن العام السابق زيادة بنسبة ٢.٢٪ . مما يؤكد تحولاً ملحوظاً في المشهد الرقمي. تم تحديد التقارب بين تقنيات الذكاء الاصطناعي والنماذج اللغوية الكبيرة باعتباره المحرك الرئيسي وراء هذه الزيادة في النشاط الآلي عبر الإنترنت.
ومن المثير ايضا للاهتمام أن التوازن بين استخدام الإنسان والروبوتات للإنترنت قد انقلب، حيث يشكل المستخدمون البشريون الآن ٥٠.٤٪ فقط من إجمالي استخدام الشبكة. يصنف تقرير Imperva النشاط الآلي إلى “روبوتات جيدة” مفيدة و”روبوتات سيئة” ضارة. تساعد الروبوتات الجيدة على التنظيم الفعال لمحتوى الويب، وتخدم مصالح محركات البحث مثل Google وBing، وبالتالي تعزيز تجربة المستخدم من خلال تحسين دقة البحث وسرعته. على العكس من ذلك، تم تصميم الروبوتات السيئة لأغراض شريرة، بما في ذلك شن هجمات رفض الخدمة الموزعة (DDoS) واستخراج البيانات غير المصرح بها.
في كشف مثير للقلق من قِبل شركة Akamai Technologies للخدمات السحابية، أكد تقرير جديد عن وصول نصيب الروبوتات من حركة البيانات على شبكة الإنترنت إلى مستوى قياسي، بنسبة 42% من إجمالي حركة المرور على الشبكة العنكبوتية خلال العام الحالي، وأن 65% منها هي في الواقع روبوتات خبيثة، مما يؤكد تحولاً ملحوظاً في المشهد الرقمي.
وبحسب التقرير الذي نشرته الشركة المسئولة عن خدمة ما بين 15 إلى 30% من إجمالي حركة مرور الويب العالمية، فإن نسبة حركة المرور البشرية على الإنترنت آخذة في الانخفاض تدريجياً، إذ أرجع الزيادة الملحوظة في النشاط الروبوتي على الإنترنت إلى التطور الكبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي، والنماذج اللغوية الكبيرة منذ 2022 وحتى الآن.
كما تعتبر الآثار المترتبة على هذا التحول نحو الإنترنت التي تهيمن عليها الروبوتات عميقة، حيث تمس الأمن السيبراني والتسويق الرقمي وتجربة المستخدم الشاملة عبر الإنترنت. في حين نتنقل في هذه التضاريس الرقمية المتطورة، سيكون فهم وتخفيف تأثير كل من الروبوتات الجيدة والسيئة أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على سلامة الويب وإمكانية الوصول إليه.