قال أربعة أشخاص مطلعين على الأمر لرويترز إن شركة ألفابت المالكة لجوجل تحذر الموظفين من كيفية استخدامهم لبرنامج الدردشة الخاص بها ، بما في ذلك Bard ، في نفس الوقت الذي تقوم فيه بتسويقه في جميع أنحاء العالم.
على الرغم من جهود شركة ألفابت المالكة لجوجل لتسويق روبوت المحادثة الخاص بها، Bard، كمنافس لروبوت ChatGPT، يبدو أنها لا تثق بأدوات الذكاء الاصطناعي تلك بالكامل. حيث حذرت شركة ألفابت موظفيها من إعطاء أو إدخال معلومات الشركة السرية إلى روبوتات المحادثة، بما في ذلك روبوت Bard حتى.
أكدت الشركة هذا الخبر مستشهدة بسياستها بشأن حماية المعلومات. كما قيل إن ألفابت نصحت مهندسيها بتجنب استخدام الكود الذي تولده روبوتات المحادثة بشكل مباشر دون مراجعة أو تعديل. وقالت الشركة عن هذا الموضوع إن روبوت Bard قد يقترح كود بعيد عن المطلوب منه، لكنه في نهاية المطاف يساعد المبرمجين في عملهم. وصرّحت جوجل بدورها أنها تهدف إلى الإفصاح بشفافية عن قيود تقنيتها.
مخاوف ألفابت في محلها. فالمحادثات مع روبوتات مثلBard وChatGPT قد يقرأها المراجعون البشر، كما وجد الباحثون أن أداة ذكاء اصطناعي مشابهة يمكن أن تعرض نفس البيانات التي تدربت من خلالها إلى المستخدمين، مما يعرّض هذه البيانات إلى التسريب.
وفقاً لاستبيان أجراه موقع Fishbowl شمل قرابة 12 ألف شركة في الولايات المتحدة، حوالي 43% من الموظفين كانوا يستخدمون ChatGPT أو أدوات ذكاء اصطناعي أخرى بنهاية شهر يناير هذا العام، غالباً دون إخبار مدرائهم.
بحلول شهر فبراير، طلبت جوجل من الموظفين الذين يختبرون روبوت Bard قبل إطلاقه ألا يعطوه معلومات داخلية للشركة، حسبما أفاد موقع Insider. ولم تقدم جوجل هذه النصيحة للموظفين فقط، إذ يقول إشعار خصوصية لجوجل تم تحديثه في الأول من يونيو: “لا تقم بإعطاء معلومات سرية أو حساسة ضمن محادثاتك مع Bard”.
يدل تحذير ألفابت على معيار أمني جديد سيصبح ضمن اهتمامات الشركات حول العالم، ويدفعها إلى تحذير موظفيها من استخدام روبوتات المحادثة وأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي المتاحة على الإنترنت. وهناك عدد من الشركات التي طبقت قيوداً على استخدام روبوتات المحادثة منذ الآن، منها سامسونج وأمازون والبنك الألماني وحتى شركة ابل ربما.
للرد على هذه المخاوف، تسوق شركات مثل Cloudflare، المختصة في أمن المواقع الإلكترونية والخدمات السحابية، عن ميزة تسمح للشركات بتحديد بعض البيانات على مواقعها الإلكترونية وتقييدها من التسرب خارج الموقع. كما تقدم كل من جوجل ومايكروسوفت روبوتات محادثة أعلى سعراً للشركات تمنع تسرب البيانات إلى نماذج الذكاء الاصطناعي المتوفرة للعامة. أما المستخدمين الأفراد، فيمكنهم حذف سجل محادثاتهم التي يحتفظ بها Bard أو ChatGPT.
وتطرح شركة جوجل الآن روبوت المحادثة، Bard، في أكثر من 180 دولة وبـ40 لغة. وتحذيرها لموظفيها من استخدام روبوتات المحادثة سيساعدها على تجنب أضرار قد تؤثر على منافستها الشديدة مع الشركات الداعمة لـChatGPT مثل OpenAI ومايكروسوفت. فعلى المحك استثمارات بمليارات الدولارات وإيرادات تتلقاها جوجل من الخدمات السحابية والتسويقية على برامجها الجديدة للذكاء الاصطناعي.
ومن ناحية اخري أعرب سام آلتمان Sam Altman، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، في خطاب مفتوح عن خشيته من مخاطر “الانقراض” المحدقة بالبشر بفعل الذكاء الاصطناعي. والمفارقة المستغربة في هذ الخبر هو أن هذا الكلام يأتي من أكثر الأشخاص سعياً في عالمنا إلى تطوير الذكاء الاصطناعي المتقدم واستخدامه في المجالات المختلفة.