يبدو سلوك أمازون غير معتاد بالنظر إلى موقعها في السوق، حيث إن مجال متصفحات الإنترنت متخم اليوم بعشرات الخيارات المتنوعة، وتهيمن عليه عدة أسماء كبرى دون الكثير من المجال للمنافسة والنمو. لكن ومن منظور أمازون، قد تكون خطوة إطلاق متصفح إنترنت خاص بالشركة أمراً مهماً للغاية.
تعاني أمازون اليوم من تهديد كبير لمجال الإعلانات الخاص بها مع اتجاه متصفح جوجل كروم إلى حظر ملفات تعريف الارتباط من الطرف الثالث (3rdparty cookies). فقد كانت معظم المتصفحات الأخرى قد حظرت هذه الملفات، ومع حظر جوجل كروم لها سيصبح تتبع سلوك المستخدمين على الإنترنت أصعب بالنسبة لشبكات الإعلانات الكبرى.
بالنسبة لكل من جوجل ومايكروسوفت وابل، هناك خطة بديلة هي جمع بيانات المستخدمين من المتصفحات التي يستخدمونها. ويعد هذا دافعاً قوياً كفاية لأمازون لتحاول فعل الأمر ذاته وجمع المزيد من بيانات مستخدميها عبر تقديم متصفح مزود بالميزات التي يحتاجونها وربما تشجيعهم على استخدامه بعروض حصرية على متجر الشركة الإلكتروني العملاق.
يذكر أن هذه ليست المحاولة الأولى لأمازون لجمع معلومات أعمق عن مستخدميها، وبالأخص مع نمو مجال الإعلانات ضمن الشركة ليحقق عائدات بحجم 38 مليار دولار في 2022. في الماضي كانت الشركة قد صرفت المليارات على تطوير أنظمة ومنتجات مثل الأجهزة اللوحية والهواتف التي كانت تبيعها بأدنى من سعر التكلفة لاستخدامها لإبقاء المستخدمين ضمن بيئتها، وفي هذا السياق يبدو إطلاق متصفح إنترنت أمراً منطقياً بالنسبة للشركة.
ومن الناحية المقابلة، هناك تطورات كبيرة نحو “الجيل الثاني” من المساعدات الصوتية القائمة على الذكاء الاصطناعي، وتأتي في وقت تتصدر فيه مايكروسوفت الجيل الجديد من روبوتات المحادثة بفضل شراكتها الكبرى مع OpenAI واستخدامها للذكاء الاصطناعي ChatGPT في محرك بحثها، Bing.