اخيرا فعلها أليكس جونز، وكذلك منكرو المحرقة (محرقة اليهود)، نعم، جميعهم ارتكبوا الخطيئة الأساسية التي وصفها مارك صاحب شركة فيسبوك بقوله: «فهم الأشياء بشكلٍ خاطئ»، ومع ذلك حتى الان، لم يُطردوا من فيسبوك.
منذ فترة، تساءل بعض الأشخاص من ضمنهم المراسلون الذين دُعوا لحضور حدثٍ لشركة فيسبوك- وكارا سويشير، مراسلة موقع (Recode) المهتم بالأخبار التقنية، تساءلوا بما معناه؛ عن سبب السماح لك بالاحتفاظ بصفحتك حتى وإن نشرت معلوماتٍ مضللة بشكلٍ كبير.
الآن، نعرف لماذا تصف الإرشادات الداخلية لـ فيسبوك التي حصل عليها موقع (Motherboard) بدقةٍ ما يتطلبه الأمر لتُطرد من فيسبوك، ذلك لأن الأمر يستغرق الكثير من أجل حذف حسابك أو صفحتك من قِبل المشرفين.
في الواقع، يبدو زوكربيرج ملتزمًا بجعل فيسبوك مكانًا لمشاركتك وجهات النظر الخاصة بك، مهما كانت سيئة!
في مقابلةٍ مع موقع (Recode)، قال زوكربيرج إنه بدلًا من إزالة الحسابات والصفحات لأشخاص أمثال (InfoWars)، وهي إذاعة سياسية إخبارية يملكها أليكس جونز، وناكري المحرقة، فإنه يفضّل أن يحدّ من وصول تلك الصفحات وينقلها للأسفل على صفحة الأخبار الرئيسية الخاصة بالأشخاص، أيّ يقلّل من ظهورها.
إذن؛ إذا كان بإمكانك الإفلات دون عقابٍ من التجوّل بمعلوماتٍ خاطئة خطيرة وهجومية على فيسبوك، فما الذي يتطلبه الأمر لإيقاف حسابك؟
لتسهيل الأمر عليك لتصل لتلك المرحلة (إيقاف حسابك)، إليك قائمة مرجعية:
انشر بعض الأشياء البغيضة الحقيقية، والكثير منها
وفقًا لتلك الوثائق الداخلية التي كشف عنها موقع (Motherboard)، فإن فيسبوك تملك قاعدةً متساهلةً بشكلٍ غريب بالنسبة للصفحات، إذ تحتاج إلى «خمس ضربات بتعاقبٍ سريع» لتُطرد منها حتمًا!
تعرّض للبلاغات
إذا كنت تدير صفحةً على فيسبوك، فلن تُحذف إلا إذا أُبلغ عنك في خمس حالاتٍ منفصلةٍ لخطاب كراهية خلال 90 يومًا، أما إذا لم تكن مشرفًا، فلطالما وُجدت 30% على الأقل من منشوراتك في مجموعة أو صفحة خلال 90 يومًا منتهكةً لإرشادات المستخدم على فيسبوك، يمكن أن تُحذف بنفس الطريقة.
نظّم ملفك الشخصي مع الكثير من الصور والدعايات الكاذبة (البروباغندا)، إذا كنت تحاول جذب انتباه زوكربيرج، فقد يكون حان الوقت لتغيّر صورة ملفك الشخصي بصورةٍ تجمعك مع زعيمٍ معروفٍ لمجموعة كراهية.
وبدلًا من ذلك، يمكنك أيضًا الحصول على ضرباتك الخمس عن طريق نشر دعاياتٍ كاذبة أو معلومات كراهية مضللة على الصفحة الخاصة بك.
حاول التماس الجنس
ما هو الشيء غير المتعصب لتقوم بفعله؟ الصفحات والمجموعات التي تقوم بذلك خاضعةٌ لنفس سياسة الضربات الخمس الخاصة بمنشورات المشرفين أو 30% كحدٍّ أعلى لمنشورات المستخدمين.
وأيضًا، يمكن إزالة صفحة من فيسبوك توفّر مصدريّ معلوماتٍ منفصلين عن اجتماعٍ لممارسة الجنس أو تقديم المواد الإباحية (مثل عنوان الصفحة ووصفها، لكن ليس فقط واحد من الاثنين).
وطبعًا، من البديهي أننا لا نوصي بفعل أي شيءٍ من هذا، إذا كنت تريد الخروج من فيسبوك، فنحن نوصيك ببساطة أن تقوم بتسجيل الخروج.
ولكنَّ هذه الإرشادات الداخلية لإزالة صفحة تثير السؤال التالي: ما الذي يعتبره فريق فيسبوك خطاب كراهية أو دعاية كاذبة؟
إذا كان بالفعل لدى فيسبوك فرقٌ مكرّسة لإزالة محتوى الكراهية من الويب، فكيف يمكن لـ«عمتك» العنصرية أن تقوم بمشاركة الكثير من (الميمز – Memes) المفعمة بالعرقية البيضاء كل يوم؟
في جلسة استماعٍ في الكونجرس، أخبرت مونيكا بيكرت، التي تشغل منصب رئيس فيسبوك لإدارة السياسة العالمية، اللجنةَ القضائية التابعة لمجلس النواب أنه ستتم إزالة صفحة (InfoWars) إذا قامت بنشر محتوى كافٍ ينتهك الحد الأدنى من فيسبوك، وفقًا لموقع (Engadget)، لكنها أضافت أن كلمة «كافٍ» تُعرّف بشكلٍ فضفاض جدًا، وأن بعض هذه الانتهاكات أكثر أو أقل حدة من غيرها.
ما يبقى محيّرًا، هو الطريقة التي يعرّف بها فيسبوك بالضبط البروباغندا، وخطاب الكراهية -على عكس ما يُعتقد- «مجرد أشخاص عنيدين يسيئون الفهم».
وعلى الرغم من أن أي منصة قد تكون مترددةً بشكل مفهوم في رسم حاجز من خطاب الناس بغض النظر عن مدى غضبهم وبغضهم- فإن رسم خط واضح وحاسمٍ في جميع هذه المناطق الرمادية (المشوشة) يمكن أن يمنع التعرّض للأذى عن الكثير من الأشخاص.
في رسالة بريدٍ إلكتروني تابعة لسويشر (المراسلة)، أوضح مارك زوكربيرج ما يلي: «أنا شخصيًا، أجد أمر إنكار المحرقة هجوميًا بشدة، ولم أكن أنوي على الإطلاق الدفاع عن نية الأشخاص الذين ينكرون ذلك».